بوابة الصعيد
الثلاثاء 26 أغسطس 2025 مـ 04:33 مـ 2 ربيع أول 1447 هـ
بوابة الصعيد
رئيس التحريرطارق علي
للمصريين بالخارج فتح باب التسجيل بالطرح الأول ضمن المرحلة الثانية لمبادرة ”بيتك في مصر” كازاخستان تجدِّد دعوتها لشيخ الأزهر للمشاركة في افتتاح قمَّة زعماء الأديان بروتوكول تعاون بين «المالية» والأكاديمية العربية للعلوم الإدارية والمالية والمصرفية عزام : شكرا للقيادة السياسية على تشريفي برئاسة البورصة وسأعمل مع زملائي على تعزيز دورها في خدمة الاقتصاد القومي ومواكبة الممارسات العالمية وزير الشباب والرياضة يصدر قرارًا بضوابط انعقاد الاجتماع الخاص للأندية الرياضية وزير التموين والتجارة الداخلية يجتمع مع رؤساء مجالس إدارات شركات المضارب لمتابعة انتظام العمل شيخ الأزهر يستقبل رئيس جامعة الملك فيصل بتشاد لبحث سُبُل تعزيز دعم الأزهر للشعب التشادي اقتصادية قناة السويس توقع عقد مشروعين مع تحالف (مصري – تركي) لإقامة ساحات إيداع جمركي للحاويات التنظيم والإدارة يعلن نتيجة الامتحان الإلكتروني للمتقدمين لشغل ٢٧٠٠ وظيفة بالهيئة القومية للبريد وزير الاتصالات يبحث مع سفير الهند بالقاهرة تعزيز التعاون في مجالات التعهيد وبناء القدرات الرقمية والذكاء الاصطناعي جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة يوضح حقيقة نقل أسهم من الشركة العربية لاستصلاح الأراضي الرئيس عبدالفتاح السيسي يستعرض الموقف المائي بوجه عام على مستوى الجمهورية

والله متم نوره ولو كره (التنويريون)

لا يزال الفكر الإسلامي الصحيح يُحارَب _ في كل زمان ومكان _ من أصحاب الأهواء الضالة ، والآراء الفاسدة، والمذاهب الباطلة، والضمائر الخربة، من مشوّشي الفكر، ومنحرفي العقيدة من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا . فكَم واجه الفكر الإسلامي من أمثال هذه الدعوات الهدامة التي اتخذت من شعارات التنوير والتحرر والتحضر لباسا يواري سوءاتها البادية، وستارا يخبئ نواياها الخبيثة، من الطعن في الدين ، والتشكيك في ثوابته ، والنيل من معتقداته ، والإساءة إلى رموزه. وتاريخ التشكيك في الثوابت والمعتقدات الدينية ليس وليد العصر الحديث، بل ظهرت جذور هذا الصنيع المشين منذ عصور الإسلام الأولى، ففي القرن الثالث الهجري ظهر ابن الراوندي (أَحمد بن يحيى الراوندي (ت نحو ٢٩٨ هـ/ ٩١٢ م) الذي كان أول المسارعين في الإثم ، المجاهرين بالإلحاد، والذي كان يصف نفسه دائما بقوله:( اعلَموا أني ملحد) ، وهو أحد أشهر الملاحدة على مرّ التاريخ الإسلامي كله . وهو أول من طعن في القرآن الكريم، وزعم وجود اللحن فيه ، وألف كتبا وصفها علماء عصره بالكتب الملعونة ، لما تضمنته من تجاوزات عقدية شديدة الخطورة. وربما كان الدافع لهذا الرجل من وراء ذلك هو حبه للشهرة ، أو طمعه في المال ، فقد كان كاتبا مأجورا يؤلف الكتب والرسائل لمن يدفع له من أصحاب الفرق والمذاهب من المسلمين وغير المسلِمين. فقد ذكر صلاح الدين الصفدي في كتابه (الوافي بالوفيات) نقلا عن أبي العباس الطبري أن ابن الراوندي " صنّف لليهو.د كتاب (البصيرة) ردا على الإِسلام لأربعمائة درهم -فيما بلغني- أخذها من يهو.د سامَرَّا، فلما قبض المال رام نقضها ( هددهم بتأليف كتاب آخر للرد على ما كتب) ،حتى أعطوه مئتيْ درهم أخرى فأمسك عن النقض". وفي (طبقات المعتزلة) لابن المرتضى أنه "صنف لليهود والثنوية وأهل التعطيل، وصنف الإمامة للرافضة وأخذ منهم ثلاثين دينارا . وممن سار على نهج ابن الراوندي: فضل الحذّاء الحَدَثي، وأبوعيسى الوراق ، وأحمد بن حائط . ومنذ ذلك العهد توالى ظهور المشككين في العقيدة من أولئك الطامعين في الشهرة ، أو اللاهثين وراء المال ، ممن عميت ضمائرهم ، وانحرفت أفكارهم، وباعوا آخرتهم بعرض من دنياهم. لقد أصبحت هذه الدعوات الظلامية باسم ( التنوير ) أشبه بموضة عصرية تطل علينا بين الحين والآخر من أناس يرون أنفسهم أصحاب عقول ناضجة ، وأفكار سديدة ، وآراء صائبة، وهم أبعد ما يكون عن النضج والسداد والصواب. وليس ما سمعنا عنه مؤخرا من تأسيس ما يعرف بمركز ( تكوين) _ إن صح ذلك _ إلا صورة من صور هذا العبث الفكري ، والتضليل العقدي من ثلة يعرف الجميع توجهاتها الفكرية الشاذ.ة. ومما لا شك فيه أن مثل هذه الفقاعات الفكرية مصيرها إلى الاضمحلال والتلاشي، وأن ظلامها لا يكاد يثبُت أمام نور العقيدة وبراهينها الساطعة. فما زال للعقيدة حراسها من العلماء الأجلاء، ومازال لها من قبل هذا حماية رب السماء. وصدق الله العظيم إذ يقول :{ یُرِیدُونَ لِیُطۡفِـُٔوا۟ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَ ٰ⁠هِهِمۡ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَـٰفِرُونَ}. .