بوابة الصعيد
بوابة الصعيد

انخفاض أسعار النفط إلى ما دون 70 دولار أمريكي للبرميل وفقاً ل”كامكو إنفست”

انخفاض أسعار النفط إلى ما دون 70 دولار أمريكي للبرميل وفقاً ل"كامكو إنفست"
بوابةالصعيد -
تراجع سعر النفط الخام مجدداً إلى ما دون مستوى 70 دولار أمريكي للبرميل بعد أن بلغ ذروته بنهاية الشهر الماضي ووصل إلى أعلى مستوياته المسجلة في نحو خمسة أسابيع، مدفوعاً آنذاك بالمحادثات المتعلقة بفرض عقوبات على روسيا وإيران. إلا أن الأسعار واصلت تراجعها منذ مطلع شهر أغسطس 2025، لتتداول عند نحو 66 دولار أمريكي للبرميل على خلفية التكهنات المرتبطة بالمحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا. كما ساهمت عوامل أخرى في هذا التراجع، أبرزها ضعف البيانات الاقتصادية الواردة من الولايات المتحدة، وزيادة حصص الإنتاج التي أعلنتها الأوبك وحلفائها، إلى جانب المخاوف بشأن وتيرة تعافي الطلب في الصين. وفي المقابل، قدمت المحادثات المتجددة حول خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لسعر الفائدة قدراً من الدعم لأسعار النفط الخام.
وأشارت الجولة الأولى من المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا إلى اعتدال حدة الموقف الأمريكي، إذ لم تعلن واشنطن عن أي إجراءات جديدة من شأنها تعطيل إمدادات النفط الروسية. وكانت أسعار النفط قد أظهرت بعض القوة قبيل الاجتماع، مدفوعة بتكهنات حول احتمال فرض عقوبات على شركات النفط الروسية. كما امتنعت الولايات المتحدة عن النظر في فرض رسوم جمركية انتقامية على الدول المستوردة للنفط الخام من روسيا، وفي مقدمتها الصين والهند، إلا أن بياناً حديثاً من واشنطن استهدف بشكل مباشر مشتريات الهند من النفط الروسي.
ووفقاً لتقرير صادر عن شركة تحليل البيانات كبلر " Kpler"، واصلت المصافي الهندية شراء النفط من روسيا، إذ شكل نسبة 38 في المائة من وارداتها خلال الشهر الجاري، بما يعادل قرابة مليوني برميل يومياً. ويأتي ذلك في ظل إصرار المصافي الهندية على تغليب الاعتبارات الاقتصادية الناتجة عن قرار التخلي عن المشتريات الروسية، وذلك على الرغم من إعلان الولايات المتحدة عن فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25 في المائة الأسبوع الماضي. وتعد الهند أكبر مشترٍ للنفط الخام الروسي، إذ استوردت نحو 1.75 مليون برميل يومياً خلال النصف الأول من العام 2025، وفقاً لبيانات وكالة رويترز. وعلى الصعيد الجيوسياسي، ظل الوضع متقلباً إثر سلسلة من الهجمات بالطائرات المسيرة استهدفت المصافي الروسية، ما دفع الحكومة الروسية إلى تمديد حظر تصدير البنزين حتى سبتمبر، بهدف الحفاظ على استقرار سوق الوقود المحلي.
وفيما يتعلق بالطلب على النفط، كشفت بيانات مخزونات الخام في الولايات المتحدة عن استمرار الطلب عند مستويات مستقرة مطلع الشهر، إذ انخفضت المخزونات بأكثر من 3 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 1 أغسطس 2025. إلا أن هذا الاتجاه انعكس في الأسبوع اللاحق، ما أثار مخاوف بشأن انتهاء موسم القيادة الصيفي في الولايات المتحدة. ووفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة، تراجعت صادرات النفط الأمريكية متأثرة بتداعيات الرسوم الجمركية.
وعلى جانب العرض، ارتفع إنتاج النفط في الولايات المتحدة خلال الأسبوع المنتهي في 8 أغسطس 2025 إلى 13.3 مليون برميل يومياً، في حين تراجع إنتاج الخام الأمريكي إلى أدنى مستوياته منذ يناير 2025 خلال الأسبوع الثالث من يوليو 2025، بما يعكس الانخفاض المستمر في عدد منصات الحفر نتيجة تراجع أسعار سوق النفط الخام. وفي المقابل، سجل إنتاج الأوبك ارتفاعاً ملحوظاً خلال الشهر الماضي، وفقاً للمصادر الثانوية للأوبك، مدفوعاً بصفة رئيسية بزيادة إنتاج كلا من السعودية والإمارات.
انخفضت أسعار النفط الخام إلى أدنى مستوياتها المسجلة في أكثر من شهرين خلال الأسبوع الماضي، مدفوعة بصفة رئيسية بالمخاوف من تخمة الامدادات على المدى القريب، خاصة بعد امتناع الولايات المتحدة عن فرض إجراءات إضافية على مشتري الخام الروسي عقب الاجتماع بين الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي خلال الأسبوع الماضي. وسجلت العقود الآجلة للنفط الخام انتعاشاً محدوداً، لتتداول عند نحو 66 دولار أمريكي للبرميل في مطلع هذا الأسبوع، بعد أن تراجعت إلى 65.7 دولار أمريكي للبرميل خلال الأسبوع السابق. وتترقب الأسواق حالياً المرحلة المقبلة من المحادثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، بالإضافة إلى التداعيات المحتملة للرسوم الجمركية على نمو الاقتصاد العالمي، إذ أظهرت البيانات الأخيرة بوادر أولية لتأثير هذه الرسوم الجمركية، خاصة على معنويات المستهلكين وبيانات مؤشر أسعار الجملة في الولايات المتحدة. إلا ان البيانات الخاصة بصافي المراكز الطويلة (الشراء) عكست مخاوف سوق النفط حيال فرص تحقيق مكاسب سعرية على المدى القريب. وأظهرت بيانات وكالة بلومبرج تراجع المراكز الطويلة التي تراهن على ارتفاع أسعار النفط لتصل إلى أدنى مستوياتها المسجلة منذ 16 عاماً، نتيجة لتوقعات بتخمة الامدادات،كما برزت مخاوف إضافية من أن أي إشارة جديدة على ضعف الطلب المستقبلي قد تدفع الأسعار نحو المزيد من التراجع.
وعلى صعيد الاتجاهات الشهرية للأسعار، حافظ متوسط أسعار النفط الخام على استقراره نسبياً، إذ سجلت كافة درجات الخام تغيرات هامشية خلال الشهر الماضي. وتراجع متوسط سعر العقود الفورية لمزيج خام برنت بنسبة هامشية بلغت 0.6 في المائة ليصل إلى 71.0 دولار أمريكي للبرميل في يوليو 2025، مقابل 71.4 دولار أمريكي في المتوسط خلال شهر يونيو 2025. وفي المقابل، ارتفع متوسط سعر سلة الأوبك المرجعية بنسبة 1.8 في المائة ليبلغ 71.0 دولار أمريكي للبرميل مقابل 69.7 دولار أمريكي في الشهر السابق، بينما شهدت أسعار خام التصدير الكويتي زيادة أكبر نسبياً بنسبة 2.3 في المائة لتسجل في المتوسط 71.4 دولار أمريكي للبرميل في يوليو 2025. من جهة أخرى، أظهرت تقديرات الإجماع الخاصة بمزيج خام برنت مراجعات متباينة بشأن المسار المستقبلي للأسعار خلال الستة فترات ربع السنوية المقبلة. إذ بلغ متوسط توقعات الإجماع للربع الثالث من العام 2025 نحو 67 دولار أمريكي للبرميل، وفقاً لبيانات وكالة بلومبرج، مقابل 66 دولار أمريكي وفقاً للتقديرات السابقة. غير أن المراجعات للأرباع الخمسة اللاحقة اتجهت نحو خفض التقديرات، مع توقع وصول الأسعار إلى 63.0 دولار أمريكي للبرميل بحلول الربع الثاني من العام 2026.
الطلب العالمي على النفط
ظلت توقعات نمو الطلب العالمي على النفط للعام 2025 دون تغير يذكر وفقاً لأحدث تقرير شهري صادر عن الأوبك، إذ ظل مستوى النمو عند 1.3 مليون برميل يومياً، مع توقع وصول إجمالي الطلب إلى 105.1 مليون برميل يومياً خلال العام. إلا ان التقديرات شهدت مراجعات على مستوى كل دولة على حدة بما يعكس في الأساس البيانات الفعلية للربعين الأول والثاني من العام 2025. وتضمنت المراجعات بيانات فعلية أقل من المتوقع للربع الأول من العام 2025 في دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ما أسفر عن خفض التقديرات بمقدار 0.06 مليون برميل يومياً للربع الأول من العام 2025، وبمقدار 0.05 مليون برميل يومياً للربع الثاني من العام 2025. في المقابل، قابل هذه المراجعات الهبوطية مراجعة تصاعدية لبيانات الطلب من قبل الدول الأوروبية والأمريكية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والتي جاءت أقوى من التوقعات السابقة.
وكانت النتيجة الصافية مراجعة هبوطية طفيفة لبيانات الطلب للدول التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية خلال الربع الأول من العام 2025. أما في الربع الثاني من العام، فقد تم تعديل بيانات الدول الأوروبية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ورفعها بمقدار 0.07 مليون برميل يومياً، الأمر الذي ساهم في تعويض المراجعة الهبوطية لدول آسيا والمحيط الهادئ، لينتج عن ذلك مراجعة تصاعدية لبيانات الطلب في الدول التابعة للمنظمة خلال الربع الثاني من العام 2025.
أما بالنسبة للدول غير الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فقد شملت بيانات الربع الأول من العام 2025 مراجعات هبوطية للطلب في كل من أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وأوروبا الأخرى، قابلتها جزئياً مراجعة تصاعدية لبيانات مجموعة دول أوروبا الاسيوية الأخرى. بينما أظهرت بيانات الربع الثاني من العام 2025 مراجعات هبوطية لطلب الهند والصين بنحو 0.1 مليون برميل يومياً، عوضت جزئياً بمراجعة تصاعدية للطلب في الشرق الأوسط ومجموعة دول أوروبا الاسيوية الأخرى. وأسفر ذلك عن صافي مراجعة هبوطية قدرها 0.04 مليون برميل يومياً للطلب في المنطقة غير الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، مقابل مراجعة تصاعدية قدرها 0.02 مليون برميل يومياً في الربع الثاني من العام 2025.
الطلب العالمي على النفط -2025/2026 – (مليون برميل يوميا)
وبالنسبة للعام 2026، رفعت الأوبك توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط بما يعكس تحسن الأنشطة الاقتصادية التي ساهمت في تعزيز الطلب. ووفقاً للتقرير، تم رفع تقديرات نمو الطلب بمقدار 0.1 مليون برميل يومياً ليصل إلى 1.4 مليون برميل يومياً، مع توقع بلوغ إجمالي الطلب 106.5 مليون برميل يومياً خلال العام. ويعكس هذا التعديل مراجعات تصاعدية لبيانات الطلب للدول التابعة وغير التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وعلى مستوى كل دولة على حدة، شهدت الدول الأمريكية والأوروبية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مراجعات تصاعدية في نمو الطلب، في حين سجلت دول آسيا والمحيط الهادئ التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.